محمد قناوي يكتب | المٌبهجة يسرا.. وأحلامها السعيدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اذا كان الفنان أحمد زكي قدم طه حسين بشكل رائع ومحمود عبد العزيز قدم دور الشيخ حسني"من أعظم ما يمكن فى فيلم" الكيت كات"، فإن يسرا بدور"فريدة هانم" في"أحلام سعيدة"، تعد افضل ممثلة قدمت شخصية الكفيفة علي الشاشة الصغيرة، قدمت دور معقد وصعب جدا، وفيه مشاعر كتير متباينة،وتصاعد في الحالة التي تقدمها، فيسرا كانت وستظل أهم النجمات في العالم العربي، وهي تملك رصيداً كبيراً ومهماً من الأعمال المميزة، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وينتظرها الجمهور بشغف كبير في كل جديد تقدمه، وهي تمتلك القدرة علي الاستمراروالعبور بنجاحها عاما بعد عام.

اقرأ أيضًا: يسرا تتحدث عن «أحلام سعيدة»: النجاح فاق توقعاتي وموضوعه سمح بتحويله لمسلسل

 هذا العام فاجأت"يسرا"جمهورها بظهورها بشكل وشخصية جديدة، وأداء مختلف،يضاف الي مئات الشخصيات التي جسدتها طوال مشوارها الثري، حيث ابتعدت عن دراما التشويق والإثارة، والتي قدمتها في العامين الاخيرين، حيث عادت إلى الكوميديا مرة أخرى التي قدمتها قبل عشر سنوات في مسلسل"شربات لوز"، ولكن بدور مختلف في مسلسل"أحلام سعيدة" ولكن "ديدى هانم" أو"فريدة" مختلفة تماماً عن"شربات لوز"، فهى سيدة ناعمة من طبقة أرستقراطية وتتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، وتأتى الكوميديا من تركيبة شخصيتها وعلاقتها بالشخصيات المحيطة بها،أما"شربات لوز" فكانت سيدة جدعة ولذيذة، ويمكن أن تتعدّى بالضرب على أى شخص أمامها، وتأتى الكوميديا من فكرة انتقالها من طبقة فقيرة إلى طبقة أخرى أكثر ثراءً.

يسرا لم تقبل "أحلام سعيدة" كمسلسل درامي ولكن قررت تصنع "أحلام سعيدة"، أولا لنفسها لانها زهقت من النكد والاعمال الجادة ، فسنوات عديدة وهي تقدم دراما بها تشويق وإثارة وتراجيديا،مثل "فوق مستوي الشبهات"و"الحساب يجمع"و"خيانة عهد"و"حرب أهلية"، وثانيا من اجل جمهورها الذي ينتظر منها كل عام الجديد فكان"أحلام سعيدة" وهوعمل كوميدي خفيف ولكن محمل بقضايا وهموم لسيدات من طبقات مختلفة.

يسرا فاجأت الجميع بشكل جديد للكوميديا ربما لم يتعوده الجمهور، فالكوميدي التي يجري تقديمها كانت تتخذ دائما من الطبقة الفقيرة مسرحا للاحداث وتنبع المواقف الكوميدية من خلال من حياة هذه الطبقة.

ولكن يسرا أختارت لاول مرة في الدراما التليفزيونية الطبقة الارستقراطية- ارستقراطيين الزمالك ومصر الجديدة الحقيقيين الذين يعيشون على الماضي وأيامه وليس ارستقراطيين هذه الأيام الذين ظهروا في المدن الجديدة والكومباندات وتصنعوا الأرستقراطيه المزيفة - لتكون ارضية للاحداث الكوميدية التي تقدمها، فـ"ديدي هانم" سيدة ارستقراطية موسوسة ومتوترة دائما و"محسوكة" في اهتمامها بتفاصيل اناقتها مهتمة بتجميع التحف من الجاليريهات ومدمنة مزادات عليها وعايشة لها، صحيح أنها بهذه التجربة الكوميدية كان يمكن اعتبارها"تجربة الخطر"، والتي كان يمكن أن تتعرض لها، لو لم يتقبل الجمهورمنها هذه النوعية من الكوميديا،لان كل شيء في التجربة مختلف، أسلوب الكلام والصوت والأداء والملابس، ومع عرض الحلقات الاولي شعرت يسرا"بزوال هذا الخطر مع ردود الافعال الطيبة تجاه دورها وتفاعل الجمهور معها، بفضل السيناريوالذي كتبته هالة خليل بذكاء ومرح،وبمواقف كوميدية ممتازة، واستطاعت أن تقدم كوميديا موقف راقية لأن الشخصية مكتوبة بشكل جيد وهو نفسه ما جعل الممثلين المشاركين معها قادرين على تقديم الكوميديا بسهولة وبثقة لأنها مكتوبة بذكاء .